قد تكون موجة القشور الخارجية للأسنان تملأ جيوب أطباء الأسنان، لكن هذه العملية ليست سهلة كما تبدو، كذلك لا تخلو من المخاطر.
ماذا تدعون طبيب أسنان فاشلاً من هارلي ستريت؟ الجواب هو طبيب يخفي العيوب عبر وضع قشرات خارجية على الأسنان، على الأقل، تلك هي العبارة التي تفسر الهدف المحترم لطب الأسنان التجميلي النامي. أثبتت برامج على غرار
Years Younger 10 (أي أصغر بعشر سنوات)، بدأ عرض سلسلة جديدة منه على القناة الرابعة، قوة الابتسامة الجميلة، والعكس بالعكس. الواقع أن أربعة أشخاص من كل خمسة يبقون أفواههم مغلقة عندما تلتقط لهم صور، لأنهم يخجلون من أسنانهم المصفرة، الرمادية، المهشمة، المكسرة، غير المنتظمة أو غير المتساوية، مع إدراكهم لتباينها مع ابتسامات هوليوود البيضاء والمتساوية التي هي الآن شرط مسبق لنجوم الشاشة الكبيرة.
علاوةً على ذلك، يفكر واحد من أصل ثلاثة بريطانيين في إصلاح أسنانه، وفقاً للأكاديمية البريطانية لطب الأسنان التجميلي.
يبدو أن معظمنا يفكر في تركيب قشرة خارجية واحدة، أو على الأرجح أكثر، على أسنانه. تحتل تقنية القطع الرفيعة المصنوعة من الخزف اللؤلؤي اللون والملصقة بالأسنان المهينة بعد برد الأسنان الأصلية، أعلى قائمة عمليات تجميل الأسنان الفورية، لأنها تعطي مظهراً طبيعياً مقارنةً بالأسنان المركبة، وتعتبر وسيلة أسرع لإصلاح الأسنان من الأغطية والتيجان التي تتطلب عمليات جراحية.
لكن يتم الطلب المتنامي على طب الأسنان التجميلي في قطاع يفتقر بشكل كبير إلى التنظيم، ولا يستلزم أكثر من تدريب أساسي. يستطيع أي طبيب أسنان يعمل في المناطق الرئيسة وضع قشرات خارجية سنية اللون بأسعار تتراوح بين 400 جنيه استرليني و1000 جنيه لكل قشرة، وعيش حياة كريمة من هذا العمل أيضاً، فضلاً عن الحصول على الدعم المطلق من الأطباء البارزين الذين يمارسون هذه المهنة.
في هذا الإطار، يقول الدكتور نيغل كارتر، المدير التنفيذي لـ»مؤسسة صحة الأسنان البريطانية»، وهي جمعية خيرية مستقلة تهدف إلى الترويج لطب أسنان ذات جودة عالية، إنه من المقبول أن يمارس كل طبيب أسنان طب الأسنان التجميلي. يضيف: «يتضمن وضع قشرة خارجية على السن تقنيات روتينية يتدرب عليها كل طبيب أسنان».
لكن تواجه وجهة النظر هذه تحديات متزايدة. يجادل المستشار التجميلي ويندي لويس في كتاب جديد له بعنوان Plastic Makes Perfect (يباع بسعر 16.99 جنيهاً استرلينياً) في أن طب الأسنان التجميلي هو «حقل عالي التخصص، ويتطلب منحى تعليمياً حاداً لامتهانه».
يوافقه في الرأي رئيس «مؤسسة صحة الأسنان البريطانية»، ديفيد بلوم، يعمل كشريك بارز في عيادة «سينوفا دنتال استوديو» في واتفورد، يقول: «يتطلب لصق قشرة ذات جودة عالية تناسب السن وتشعر بالارتياح، طبيب أسنان مدرباً بشكل جيد وكفوء، فضلاً عن علاقة جيدة بتقني ماهر ومدرب بشكل جيد يعمل في المختبر، فمقياس القشرة الخارجية الجيدة هو ألا يتمكن طبيب أسنان آخر من ملاحظتها، وهذا أمر يصعب إنجازه».
ناصعة البياض
تختلف جودة طب الأسنان التجميلي بشكل كبير. من جهة، يقدم أطباء الأسنان التجميليون قشرات خارجية ناصعة البياض ومصنوعة من الخزف السيئ النوعية الذي لا يدوم طويلاً، وتُنتج بأعداد كبيرة في مختبرات في شكل موحد. في المقلب الآخر، يستخدم اختصاصيو السيراميك المهرة، على غرار إيفا فورست في مختبرات Fusion Dental Laboratories في نيوبوري، في بركشاير، مواد عالية الجودة لصناعة القشرة الفردية الخاصة بكل فرد، أو مجموعة من القشرات، في تقنية تقارنها بالصناعة الدقيقة للمجوهرات.
تشرح فورست قائلةً: «تعتبر ملاءمة اللون، لا سيما لقشرة خارجية واحدة، تحدياً كبيراً، إذ غالباً ما يكون لها أكثر من لون واحد، كما هي الأسنان الحقيقية المحيطة بها. أما شكل السن، اللثة، الفم ككل، فيختلف بحسب كل فرد ويجب معالجته بدقة متناهية».
إلى ذلك، يجب على طبيب الأسنان الكفوء أن ينصح مرضاه باللجوء إلى الحل الذي يتطلب أقل عمليات جراحية، وفقاً لشاون سميث، وهو شريك بارز في عيادة «The Dental Surgery» في مدينة لندن، واحدة من مجموعة عيادات الأسنان التي تعمل مع مختبرات «Fusion Dental Laboratories». يقول سميث في هذا السياق: «لا يعتمد طب الأسنان التجميلي على وضع قشرات خارجية فحسب، يمكن أن تشكل تقنية الحشو الأبيض أو تبييض الأسنان فارقاً كبيراً، كذلك أجهزة التقويم، وتتطلب جميعها الحفاظ على السن الأصلي. بعد 15 أو 20 سنة، عندما يصبح من الضروري استبدال القشرة الخارجية بأخرى جديدة، كما هي حال معظم الناس، سيسرّ المريض بأنه استشار طبيب أسنان مستعداً لبذل جهد إضافي.
يقول بلوم إن المشكلة تكمن في أن الكثير من أطباء الأسنان لا يعلمون مرضاهم بأن الخيارات الأخرى قد تكون أفضل، يلفت قائلاً: «تعتبر القشرة الخارجية تقنية ناجحة، لكن يجب تجنبها إن كان هناك بديل لا يتطلب عملية جراحية، فيتسرع بعض أطباء الأسنان في اقتراح وضع قشرة خارجية، أو في غالب الأحيان، قشرات خارجية للأسنان بكاملها».
حينئذ، يمكن أن تكون النتائج كارثية، من الناحيتين التجميلية والمالية. لدى مايلز داكن، أحد الشركاء البارزين في عيادة Special Dental Partners في كامبردجشاير، مرضى كثر «عولجوا بشكل مفرط من قبل أطباء أسنان غير أكفياء وعليهم الآن أن يعيدوا تصحيح كل ما أفسد من جديد».
كذلك، لدى ويندي لويس، زبون واحد على دفتر مواعيدها «هشمت قشرات أسنانه الخارجية وعليه راهناً إصلاح القوس الأعلى من أسنانه بالكامل». تعرف الكثير من الأشخاص الذين ندموا على «إقناعهم بالخضوع لأعمال ترميم لأسنانهم أكثر مما يحتاجون».
تختلف الأشغال التي تتطلب ملاءمة قشرة خارجية بشكل كبير وتتفاخر بعض العيادات بأن التقنية يمكن أن تنجز في خلال زيارة واحدة. تشدد عيادة The Dental Surgery على أن التخطيط للعلاج يتم خلال زيارات عدة، مع إنشاء نماذج تفصيلية من الشمع أولاً لكي يقيم طبيب الأسنان والمريض على حد سواء شكل السن الجديدة ومظهرها قبل أن تثبت عليها التركيبات النهائية.
الطول الصحيح
عندما يُقرر وضع مجموعة من القشرات الخارجية، على طبيب أسنان خبير العمل مع المريض بهدف الحصول على شكل الأسنان وطولها الصحيحين والمقبولين من الناحية الجمالية بالنسبة إلى الفرد. في هذا الإطار، يقول الدكتور تيم برادستوك- سميث، وهو شريك بارز في عيادة London Smile Clinic: «الحصول على الطول الصحيح للأسنان، لا سيما السنين الأماميتين، ذات أهمية كبيرة لتتاح رؤية أحد الأجزاء من طول السن حتى عندما ترخى الشفتان، مع متابعة الأسنان العلوية منحنى الشفة السفلى. أما عرض الابتسامة فهو مكون آخر لا يقل أهمية، لأن الابتسامة المثالية يجب أن تملأ عرض زاويتي الشفتين».
يشار إلى أن الأكاديمية البريطانية لطب الأسنان التجميلي أنشئت منذ أربع سنوات بهدف رفع المعايير في طب الأسنان التجميلي وإعلام الجمهور حول ما هو متوافر. حتى الآن، تضم هذه الأكاديمية أقل من ألف عضو، على الرغم من أن عضويتها متاحة أمام جميع المهن التي تدفع رسم الانتساب. ابتداءً من هذا العام، هناك مجموعة جديدة من المنتسبين، مع إلزام الأعضاء البارزين في طب الأسنان التجميلي والمختبرات بتأمين إثباتات عن تجاربهم، تدريباتهم، خبراتهم، قدرتهم على العمل معاً لتأمين عمل ذات جودة عالية (والأسماء مدرجة في موقع
www.bacd.com الالكتروني).
يقول بلوم إنه في الوقت عينه، تبقى التوصية الشخصية الطريق الفضلى إلى الخدمة الجيدة، وكذلك النصائح بالتروي في دفع التكاليف. يردف قائلاً: «سأكون حذراً في تركيب قشرة خارجية تكلف أقل من 500 جنيه استرليني، لأنها بكل بساطة لن تغطي كلفة مختبر جيد ولن تسمح باهتمام كاف بالتفاصيل».
تعتبر زيارة أطباء أسنان كثيرين طريقة منطقية لإنجاز عمل تجميلي رائع، على حد قول لويس. يضيف:»أطلبوا مشاهدة صور عن عملهم واحرصوا على ألا تكون تلك التي توفرها المختبرات أو الشركات التي تصنع الخزف، وانظروا دوماً في الوسائل البديلة عن القشرات الخارجية. لا تغير أجهزة التقويم والتيجان بشكل جذري، فضلاً عن أنها قد تلائم حاجاتكم بشكل أفضل، ولن تدفعوا ثمن مجموعة جديدة من الأسنان مجدداً في خلال 15 عاماً».